وُلد إيلون ماسك في جنوب أفريقيا عام 1971، وأصبح مليونيراً عندما كان في العشرينات من عمره حين باع شركته الناشئة Zip2 إلى شركة Compaq للحواسيب، وحقق المزيد من النجاح بتأسيسه شركة أيكس دوت كوم X.com عام1999، وشركة سبيس إيكس عام 2002، وشركة تيسلا في 2003.
تصدر ماسك عناوين الأخبار في عام 2012 حين أطلقت شركة سبيس إيكس صاروخاً فضائياً أرسل أول مركبة تجارية لمحطة الفضاء الدولية، وفي عام 2016 ملأ معرض أعماله بصور المدينة الشمسية سولار سيتي SolarCity، ورسخ وجوده على عرش القادة الصناعيين بعد أن لعب دور المستشار في الأيام الأول التي تولى فيها الرئيس الأميركي الإدارة.
بدايات إيلون ماسك
ولد إيلون رييف ماسك Elon Reeve Musk في 28حزبران/ يونيو لأم كندية وأب من جنوب أفريقيا في مدينة بريتوريا Pretoria في جنوب أفريقيا، وأمضى معظم طفولته هناك بجانب أخوه كيمبال Kimbal وأخته توسكا Tosca، وفي سن العاشرة بدأ إيلون بدأ بتطوير نفسه تباعاً، فشرع بتنمية قدرته على استخدام الحاسوب وتعلم لغات البرمجة وقد نجح بالفعل، حيث صنع أول برنامج قابل للبيع -قام بتصميم لعبة سماها بلاستر Blaster.
وفي عام 1989 عندما بلغ السابعة عشر انتقل إلى كندا لارتياد جامعة كوين Queen وهرباً من الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الجنوب أفريقي، وفي 1992 غادر كندا ليدرس الفيزياء وإدارة الأعمال في جامعة بنسلفانيا Pennsylvania، وبالفعل فقد حصل على شهادة في الاقتصاد ثم أكمل دراسته للحصول على درجة بكالوريوس ثانية في الفيزياء.
اعمالة ونجاحاتة:
بعد تخرجه من جامعة بنسلفانيا انتقل ماسك إلى كاليفورنيا للبدء بتحصيل درجة الدكتوراه في مجال فيزياء الطاقة في جامعة ستانفورد Stanford، وقد تزامن انتقاله هذا مع انبثاق شبكة الانترنت، فترك الجامعة بعد يومين فقط من الالتحاق بها، مطلقاً Zip2 أولى شركاته، دليل للمواقع المحلية على الانترنت، وكانت تقوم بتوفير الخدمة لبعض المواقع الشهيرة كصحيفة النيويورك تايمز New York Times وصحيفة شيكاغو تريبيون Chicago Tribune. وفي عام 1999 قامت شركة Compaq بعرض شراء zip2 مقابل 307 مليون دولار نقدًا و34 مليونًا على شكل أسهم.
عام 1999 أصبح ماسك شريكاً مؤسساً لشركة الحوالات والخدمات المالية إيكس دوت كومX.com ، وبعد عام أدى اندماج كل من شركة X.com و شركة كونفينيتي Cnofinity إلى انشاء ما يعرف اليوم بشركة باي بال PayPal، وفي تشرين ألأول/أكتوبر 2002 استحوذت شركة إي باي eBay على الشركة مقابل 1.5 مليار دولار، وقبل أن تتم عملية البيع حصل ماسك على 11% من أسهم باي بال.
لم يقف ماسك عند هذا الحد، فأسس عام 2002 شركة تكنولوجيا الفضاء سبيس إيكس SpaceX بهدف بناء مركبات للرحلات الفضائية التجارية. وبحلول 2008 كانت الشركة قد حققت نجاحاً كبيراً حيث استغنت ناسا عن مكوكها الفضائي والتعاقد معها لنقل المئونة والمعدات لمحطة الفضاء الدولية ISS كما تنوي الشركة نقل رواد الفضاء في المستقبل.
خاض ماسك مغامرة جديدة بإنشائه شركة تيسلا موتورز، وهي شركة مخصصة لإنتاج سيارات كهربائية على تطاق عالمي واسع، وفي 2008 كشفت الشركة عن سيارة رياضية باسم رودسترRoadster قادرة على التسارع من الصفر إلى 96 كيلومتراً في الساعة خلال 3.7 ثانية، كما جهزت ببطارية من نوع ليثيوم أيون تكفي لقطع 400 كيلومتر بعد كل عملية شحن. وقد حظيت هذه الشركة بدعم كل من شركة ديلمر Dailmer الألمانية وتويوتا Toyota.
وبعد ذلك حققت الشركة نجاحاً آخراً بعد طرحها النموذج S كأول سيارة كهربائية عائلية قادرة على قطع 426 كيلومتراً بعد كل عملية شحن، كما فازت بجائزة سيارة العام 2013 من قبل مجلة موتور تريند Motor Trend.
تتالت نجاحات الشركة متجاوزة شركة جينيرال موتورز General Motors عام 2017 لتصبح شركة السيارات ذات القيمة السوقية الأعلى في الولايات المتحدة.
دخل ماسك وشركته سبيس إيكس التاريخ عندما أطلقت الشركة صاروخ فالكون ناين Falcon 9 إلى الفضاء وهو مركبة فضائية غير مأهولة نقلت نصف طن من المؤن إلى رواد الفضاء المتواجدين على متن محطة الفضاء الدولية لتصبح بذلك أول شركة خاصة ترسل مركبة فضائية لمحطة الفضاء الدولية، وقد علق ماسك على هذا الحدث قائلاً:” أشعر أني محظوظ جداً، يراودنا شعور كأننا ربحنا جائزة ضخمة.”.
وفي عام 2013 حققت شركة سبيس إيكس إنجازاً ضخماً حين استخدمت صاروخ فالكون 9 لوضع قمر صناعي متزامن مع الأرض ضمن مداره. وفي شباط/فبراير2015 أطلقت الشركة صاروخ فالكون 9 أخر حمل على متنه قمر ديسكفر DSCOVR الصناعي.
لم يكتفي موسك بهذا وحسب، ففي عام 2017 فتحت شركة سبيس إيكس الباب لنوع جديد من الرحلات الفضائية عندما نجحت في تحقيق عمليه إطلاق وهبوط ناجحين لصاروخ فالكون 9 تم تصنيعه من أجزاء قديمة قابلة لإعادة الاستخدام.
تابع ماسك عمله جاهداً لنقل أفكراه المبدعة إلى أرض الواقع، فكشف النقاب في أغسطس 2013 عن مفهوم هايبر لووب Hyperloop الجديد الذي سينقل الركاب بسرعة 1126 كيلومتراً في الساعة لتسريع عملية التنقل بين المدن الهامة وخاصة في أوقات الازدحام الشديد، كما سيكون هذا النظام أكثر أماناً من السفر بالطائرات أو القطارات وبكلفة تقديرية بلغت 6 مليار دولار- وتكمن أهميية هذا الرقم في أنه يساوي عشر تكلفة نظام السكك الحديدية التي تخطط ولاية كاليفورنيا لبنائه-وصرح ماسك أن هذه الفكرة ستستغرق 7 إلى 10 سنوات ليتم بناءها وتصبح جاهزة للاستخدام.
أبدا ماسك مؤخراً اهتماماً واضحاً في مجال الذكاء الصناعي، فأصبح رئيساً مساعداً في شركة الأبحاث غير الربحية أوبن إيه آي OpenAI التي أُسست في أواخر عام 2015 بهدف تطوير الذكاء الرقمي لخدمة البشرية. وفي عام 2017 غامر ماسك بإطلاق مشروع نيورالينك Neuralink بنيّة صنع أجهزة قابلة للزراعة ضمن الدماغ البشري لمساعدة الناس على الاندماج مع التكنولوجيا.
بسبب سعي ماسك الدائم إلى مجال الطاقة الدائمة وإيصالها على مجال أوسع من المستهلكين، وقع عقداً في آب/أغسطس 2016 بقيمة 2.6 مليار دولار لدمج شركة تيسلا مع شركة مختصة بالطاقة الشمسية، وأعلنت تيسلا عن شراء كامل الأسهم الخاصة بشركة سولار سيتي (وهي شركة قام موسك بمساعدة قريبة لتأسيسها في 2006)، وبدمج الطاقة الشمسية مع السعة التخزينية أصبح بالإمكان انتاج منتجات تجارية متكاملة من شأنها تحسين آلية توليد وتخزين واستهلاك الطاقة.
“إنه مشرد نوعاً ما، وأجد ذلك مضحكاً. يراسلني ويقول لا أدري أين أذهب الليلة، هل يمكنني المجيء؟ بالطبع لم أعطه مفاتيح المنول بعد.” لاري بيج.
الحياة خارج كوكب الأرض
على الرغم من أن ماسك يعتقد بأنه “توجد فرصة جيدة بوجود حياة بدائية بسيطة على الكواكب الأخرى”، إلا أنه يتسائل عما “إذا كانت هناك حياة ذكية في كوننا المعروف أم لا”. ليوضح بعد ذلك أنة “يأمل بوجود حياة ذكية خارج الكوكب في كوننا المعروف”. كما صرح بعد ذلك “أن وجود حياة أقرب للواقع من عدم وجودها، ولكن هذا كله مجرد تخمين”.
اعتبر ماسك فرضية المحاكاة كحل محتمل لمفارقة فيرمي:
“قد يكون غياب أي حياة ملحوظة دليل على وجودنا في محاكاة. كما لو كنت تلعب لعبة مغامرة، ويمكنك رؤية النجوم في الخلفية ولكن لا يمكنك الوصول إلى هناك. إذا لم تكن محاكاة، فربما نحن في مختبر لدى حضارة غريبة متقدمة تراقب كيف نعيش ونتطور، بدافع الفضول، كما نراقب نحن العفن في طبق بتري. إذا نظرنا إلى مستوى التكنولوجيا الذي نعيش فيه حاليا، فإنك تستطيع أن تستنتج بسهولة أن هناك شيء غريب سيحدث، وأقصد هنا غريب بطريقة سيئة”.
الحياة الشخصية
قابل ماسك زوجته الأولى، جاستن ويلسون، مؤلفة كندية، في جامعة كوينز بأونتاريو. تزوج الثنائي في عام 2000 وإنفصلوا في عام 2008. مات إبنهم الأول، نيفادا إلكسندر ماسك من متلازمة موت الرضيع الفجائي وهو ما يزال في إسبوعة العاشر. أنجب الثنائي بعده خمسة أبناء مستخدمين تقنية التلقيح الصناعي- تؤام في عام 2004، ثم بثلاثي في عام 2006. يتشارك الاثنان حضانه الأطفال فيما بينهم.في عام 2008، بدأ ماسك في مواعدة الممثلة الإنجليزية تالولا رايلي. في عام 2010، تزوج الثنائي. في يناير 2012، أعلن ماسك عن إنهائة العلاقة التي دامت 4 سنوات، مغردا على تويتر قائلا:
“كانت أربع سنوات رائعة، سأحبك للأبد. ستقابلين رجلا يوما ما يجعلك سعيدة”.
في يوليو 2013، تزوج ماسك ورايلي مرة أخرى. في ديسمبر 2014، وقع ماسك على وثيقة الطلاق للمرة الثانية، على الرغم من سحبهم للوثيقة فيما بعد. في مارس 2016، تم الإعلان عن إعادة الوثيقة إلى المسار القانوني مرة أخرى، ولكن هذه المرة قامت رايلي يتوقيع الوثيقة لماسك. تم إنهاء إجراءات الطلاق في أواخر عام 2016.في عام 2016، بدأ ماسك في مواعدة الممثلة الأمريكية آمبر هيرد ولكن لم تستمر هذه العلاقة طويلا حيث إنفصل الثنائي بعد عام واحد من إرتباطهم نتيجة إختلاف جدول مواعيدهم.