تعد القدرة على خلق انطباع جيد من المرة الأولى أمرا حاسما للنجاح أو الفشل في مقابلة العمل عند التقدم لوظيفة جديدة. لكن ما هي أفضل طريقة لترك انطباع جيد لدى الآخرين في أول 30 ثانية من زمن المقابلة؟
ربما يكون الأمر مغريا أن تعتقد أن قوة جذبك الطبيعية التي لا تحتاج أي جهد لإظهارها تعد أمرا كافيا لخلق انطباع جيد عن شخصيتك يبهر أرباب العمل أو من يجري معك مقابلة العمل. لكن ثمة أخطاء شائعة يقع فيها العديد من الناس في اللحظات الأولى من بداية مقابلات العمل.
وللتعرف على أسرار ذلك، ذهبنا إلى موقع “كورا” (Quora) للأسئلة والأجوبة لنطرح السؤال التالي: ما الذي يمكن أن تفعله لخلق أفضل انطباع أول عن شخصيتك عندما تقدم نفسك خلال مقابلات العمل؟
كن مختصرا ولطيفا جدا
بمجرد دخولك إلى غرفة المقابلة، تكون لديك 30 ثانية فقط لترك انطباع إيجابي لدى الآخرين، كما كتب آدم سيبروك، المتخصص في مجال التوظيف. لكن ترك الانطباع الإيجابي لدى صاحب العمل يمكن أن يبدأ حتى قبل دخولك غرفة المقابلات.
يقول سيبروك: “عليك أن تتعامل بلطف شديد مع الجميع. فقد كان لدي عميل من أرباب العمل اعتاد على أن يخرج إلى موظف الاستقبال ليسأله عن سلوك المتقدمين للوظيفة، وطريقة تعاملهم معه قبل دخولهم إلى المقابلة. فإذا عاد بانطباع سيئ عن متقدم ما، فإن أصحاب العمل يرفضون ذلك المتقدم”.
ويضيف سيبروك أنه إذا كنت فظا أو تتعامل مع موظف الاستقبال بنوع من الاستخفاف، فعليك أن تتوقع أن ذلك سينقل إلى صاحب العمل أو من ستجري معهم المقابلة.
وتنصح ميرا زاسلوف، التي تعمل كمختصة في مجال التوظيف، بأن تكون مقدمتك التي تبدأ بها حديثك عن نفسك إيجابية وبسيطة.
وتضيف: “لا تكثر من الثرثرة لفترة طويلة”. لكن بدلا من ذلك، اضبط مقدمتك وفقا للأشخاص أمامك، واستغل ذلك في إلقاء الضوء على أهم ما لديك في مجالك المهني، واهتماماتك، وإنجازاتك، وخلفيتك التعليمية، والهوايات التي قد تناسب الشركة أو من يجري معك المقابلة.
وتضيف زاسلوف: “ركز بشكل مباشر على ما له علاقة بتلك الوظيفة التي تتقدم لها. ضع في ذهنك أن مقابلة العمل ليست لكي تظهر ذكاءك بشكل عام، أو لكي تظهر أنك شخص عظيم، ولكنها فرصة لإظهار كم أنت مناسب لأداء وظيفة محددة”.
وحذرت زاسلوف من أن معظم أرباب العمل ليست لديهم فترات تركيز وانتباه طويلة، ولذا ينبغي على المتقدمين أن يحسنوا استغلال أوقاتهم. وتضيف: “لا تفترض أن صاحب العمل قد قرأ سيرتك الذاتية بالتفصيل، لكن في المقابل لا تردد ما فيها كأنك تقرأها شفويا”.
حافظ على حس الدعابة لديك
وفي رد على سؤال: كيف ينبغي لك أن تقدم نفسك؟ يقول المستخدم كريس لينام إنه عليك أن تقدم نفسك “كشخص طبيعي”.
ويضيف: “فمن يجرون المقابلة معك يريدون من المتقدمين أن يكونوا مهنيين، وليسوا مجرد أجهزة روبوت”.
وقدم لينام مثالا لذلك قائلا: “كانت هناك فتاة أتت لحضور مقابلة العمل، واسمها فاطمة. وحينما أردت أن أتأكد من أنني أنطق اسمها بشكل صحيح، سألتها، هل هو ‘فاطيمة’ أم ‘فاطمة’؟ فكان جوابها هو ‘أي منهما، كما يمكنك أن تنادني باسم فاتي إذا أردت'”.
وقد كان لذلك وقع إيجابي لدى لينام، الذي قال: “لقد ضحكت، وقلت في بالي إنها ‘عُينت’. وبالفعل حصلت تلك الفتاة على الوظيفة”.
الأرقام تساعدك
ليست هناك مشكلة في ألا يكون لديك شيء تقوله عن نفسك، لكن يجب عليك أن تظهر أن لديك على الأقل الحد الأدني من المتطلبات الضرورية لتلك الوظيفة، كما تقول المستخدمة فاليري كوبر على موقع “كورا”.
وتضيف: “من الأشياء الجيدة التي يفضل أن تكون لديك في ذلك الوقت بعض الأرقام التي يمكن أن تقدمها وتكون مرتبطة بعمليات تطوير أو تحسين قمت بها خلال عملك السابق. هل تعرف مثلا نسبة زيادة المبيعات التي تحققت بسبب مساهمتك تلك؟.
وتقول كوبر أيضا إنه ينبغي عليك أن تحاول الوصول إلى أي أرقام أو نسب حققتها في وظيفتك السابقة، والتي من شأنها أن تدعم موقفك في مقابلات العمل.
لكن ليس ذلك نهاية المطاف إذا لم تستطع أن تقدم أرقاما أو دلائل على إسهامات قوية وسريعة في عملك السابق، وخاصة إذا كنت تبحث عن تدريب في شركة أو مؤسسة ما، كما كتبت المستخدمة كايتلين هانارهان.
وتضيف: “لا أحد يكلف متدربين جدد بمهام حرجة أو مهمة للغاية بالنسبة للعمل. ولكن يأمل أصحاب الشركات أن يضيف المتدربون شيئا ذا قيمة”.
وتتابع: “لذا، عليك أن تظهر كشخص متحمس وذكي، فمن الناحية النظرية، إذا وصلت إلى مرحلة المقابلة، فهذا يعني أن لديك ما يؤهلك لتلك الوظيفة. ويتعلق الأمر أكثر بما إذا كنت ملائما من الناحية الشخصية أو الثقافية، إذ يجري اختيار أفضل متقدم عند تلك المرحلة.”