فلنعترف بأن الحصول على وظيفةٍ في الوقت الحالي قد ازداد صعوبة، نظراً للتقدم التكنولوجي وعدم قدرة أغلبنا على أن يفهم كيفية استخدامه بالطريقة المُثلى.
ولكن، هناك دائماً جانبٌ مُشرق، حيث أن سوق العمل قد تحوّل ليواكب التقدم، وبدأ مسؤولو الموارد البشرية بالبحث عن أفضل المواهب والخبرات، والدفاع عنهم بشراسة ضد عروض الشركات المُنافسة لتوظيفهم.
لوحظ مؤخراً ظهور مصطلح “صيادو المواهب” العائد على المعنيين بالبحث بأنفسهم عن الأشخاص المناسبين للعمل بالشركات، بدلاً من انتظارهم لأن يأتوا بالطريقة التقليدية.
حتى أن بعض صيادي المواهب حالياً يعملون بشكلٍ حُر، مُنفصلٍ عن أي شركة، ويعرضون خدماتهم على الشركات بمبدأ العرض والطلب.
فكيف يُمكن مواكبة هذا التغير الملحوظ في سوق العمل؟
حسنًا، لديّ بعض النصائح…
1- فلنفترض بأنك اخترت مجالاً وتريد أن تعمل به، الخطوة الأولى أن تقرأ “وصف الوظيفة” بحرص، دائماً.
ابحث بنفسك عن العروض الوظيفية في هذا المجال، وخصوصاً العالمية، وقارن بين القدرات المطلوبة، والمرتب المعروض. سيُعطيك هذا انطباعاً جيداً عن قيمتك السوقية.
وسيفيدك هذا في مناقشة المُرتب خلال مُقابلة العمل، حيث ستدعم نقاشك بالأدلة المنطقية ومطالب السوق، ومعرفتك الجيدة بقيمتك.
2- سيرتك الذاتية هي في مُعظم الأحيان الطريقة الوحيدة التي يتعرف بها من أمامك عليك، ضع هذا في حساباتك.
لقد قرأت النقطة الأولى، وتعلم ما يطلبه السوق. هيّئ سيرتك الذاتية لتُري من أمامك ما يُريد. ضع إنجازاتك الفعلية بدلاً مما كان يُفترض بك أن تفعل.
وإن لم تكن خبرتك كبيرة، يمكنك دائماً ان تضع الوصف الوظيفي لخبرتك السابقة (ما كان يُفترض أن تفعل) وتحتها الإنجازات الفعلية، لتجعل من أمامك يُقارن تلقائياً ويرى مدى نشاطك وحماسك، وشغفك تجاه ما تفعل. (نقطة قوة لا يُستهان بها).
3- استثمر بعض الوقت لكتابة نبذة قليلة السطور عن نفسك في الإيميل المُرفق به سيرتك الذاتية، حمّس من يقرأ النبذة لأن يرى سيرتك الذاتية، او يُقابلك، او يختارك للوظيفة.
أنا شخصياً كنت أختار عينة عشوائية من أصدقائي، وارسلُ لهم تلك النبذة، دون أن أوضّح أنها عني. فقط لأُلاحظ ردود الأفعال. وحينما كان رد فعل أصدقائي بأن تحمّسوا لمعرفة الشخص المعنيّ، علمت أنني وصلت للصيغة المُناسبة.
4- أرجوك لا تترك الإيميل فارغاً، سيبدو فعلاً أنك لا تهتم لأمر هذا المنصب تحديداً، ولا هذه الشركة، ولا هذا الشخص الذي سيرى إيميلك. بدلاً من ذلك.. اكتب ما لاحظته عن أداء الشركة من نطاق مجالك، وما تنوي أن تفعل بشكلٍ مُختلف وفعّال.
أحياناً ما تُسألُ عن “خطاب التغليف” لتُقدم على وظيفة؟ Cover Letter… النقاط 3 و 4 هي مضمون ذلك الخطاب، وبدلًا من كتابتها في الإيميل نفسه، اكتبها في ملف PDF.
5- أغلب الطلبة يجدون “الحصول على وظيفة” أمراً صعباً، رغم تفرّغهم وتفانيهم للعمل بدوام كامل.
نصيحتي كطالب؟ اذكر ذلك!
وضّح لهم بأنه على الرغم من كونك لازلت في دراستك الجامعيّة، إلا أن ذلك لن يؤثر على تفانيك تجاه العمل بدوام كامل، وأن خبراتك السابقة (إن وُجدت) قد كانت بدوامٍ كامل ولم تتأثر بذلك أبداً.
حتى أنني أذكر وظيفة كان عقدها 12 شهراً، فنصحت صديقي بأن يذكر أنه حتى امتحاناته سيحضرها بأن تُخصم من إجازاته السنوية (لكل موظف الحق بأن يأخذ شهر عمل كإجازة خلال السنة) ففعلها ونال الوظيفة!
6- قدّمت على وظائفٍ في عدة أماكن وتُريد أن تتجنب مأزق مُقابلات العمل العديدة التي قد تكون بدون طائل؟
اذكر كل ما قد يُريد مسؤول الموارد البشرية معرفته في إيميلك، بما في ذلك الراتب المتوقّع. بهذا ستتأكد بأن من تواصل معك قد وافق مبدئياً على هذا الرقم ويريد مناقشة التفاصيل.
7- خبرتك قليلة وبالكاد تحصل على مقابلات عمل (ما بالك بالوظيفة)؟
استخدم تلك المُقابلات القليلة لصالحك، فمسؤولو الموارد البشرية يعرفون بعضهم البعض بشكلٍ كبير.
فيمكنك هنا أن تحرص على التعرّف على من سيقود المقابلة، وتتواصل معه بشكل ودي، وتسأله حتى عن طموحه في الفترة القادمة، وتحصل على إيميله. ليمكنك فيما بعد أن تشكره على وقته وبشاشته في إيميلٍ بعد المقابلة، وإن صادفتك فرصة قد يُريدها هذا الشخص، أرسلها له. وتأكد بأنه سيرد لك الجميل في أقرب فرصة.
تخيّل لو فعلت هذا مع ثلاثة او أربعة اشخاص آخرين؟ أي تعرّفت وكنت بشوشاً وقدمت المساعدة وبقيت على اتصال؟
هذه بالضبط هي شبكة علاقاتك، وهذه هي كيفية بنائها بخطواتٍ بسيطة.