أشهر قليلة وسيتم تخريج دفعات جديدة لطلاب من مختلف الكليات وهنا تبدأ رحلة جديدة نحو الحياة العملية لا تشبه إطلاقًا الرحلة العلمية وحتى إن كانت تعتمد على نفس الأساسات! لا شك أن الجميع يمتلك الطموح وحب النجاح والجميع أيضًا يتمنى لو أن بإمكانه تحقيق النجاح في طرفة عين، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا!
لا تندهش!
ربما صادفت شخصًا أو أكثر في وقت من الأوقات وقد ظهرت عليه علامات النجاح، ولكن بالتأكيد أنت لم تفكر للحظة ماذا فعل لكي يحقق هذا النجاح؟ وحتى إن كان تحقيقه لهذا النجاح قد حدث في وقت وجيز؛ فهذا ليس شرطًا أن يكون مصير كل شخص يسعى لتحقيق النجاح سواء كان ذلك النجاح وظيفة، بطولة في رياضة ما، إنشاء شركة خاصة، أو حتى النجاح في تغيير شخصيتك وطريقة تفكيرك لتتماشى مع الوقت الحاضر وما يخبئه المستقبل.
حدد أهدافك، لكن لا تتوقع أنك ستصل إلى أحلامك بطريقة واحدة!
لا بأس أن تصل لأحلامك بالطريقة التي تحددها أنت، ولكن ماذا إن لم تعمل هذه الطريقة؟ لا بأس، قم بتجربة طريقة أخرى حتى وإن بدت غبية بالنسبة إليك!
أذكر منذ سنوات قبل انتشار الثورة التكنولوجية كان هناك مهندس يبحث على عمل عن طريق الإعلانات في الجرائد، ولم يُقبل في أي مقابلة عمل، وعندما أخبره صديق أن هناك طريقة جديدة أخرى للبحث وهي عن طريق الإنترنت ضحك وقال لقد فعلت كل ما يمكن فعله ولكن سأريحك لترى أنه لا فائدة! أود إخباركم أن هذا المهندس يرأس شركة كبيرة للنفط اليوم!
لذلك لا تكن ضيق الفكر جرب ما تعرف ولا تحتقر ما يعرفه غيرك، حتى وإن كان ليس مهمًا بنظرك.
استفد من خبرات من سبقوك في نفس مجالك من الحياة العلمية وحققوا جزءًا من طموحك!
ما تفكر به اليوم قد فكر به شخص آخر بالأمس. نعم هذا صحيح ومن هذا المنطلق يمكنك الاستعانة بخبرات من سبقوك حتى لا تقع في نفس المشكلات أو العقبات التي واجهوها، وهذا سيكون بمثابة نقطة قوة لك وليس سببًا للانجراف وراء أحلام الآخرين ونسيان تحقيق أحلامك بطريقتك الخاصة.
قم بتجهيز نفسك ذهنيًّا وجسديًّا لدخول الحياة العملية
في الحقيقة تختلف كثيرًا الحياة الدراسية عن الحياة العملية لذلك يجب أن تكون مهيأً لذلك حتى لا تقع في بداية الطريق وأنت لم تبدأ مشوار النجاح بعد! لذلك قم بتجهيز سيرتك الذاتية المناسبة لك ولنوع الوظيفة التي تقدم عليها، بالإضافة لما سبق يجب عليك استخدام طرق للتقدم للوظيفة تتماشى مع نوع الوظيفة.
على سبيل المثال إن كنت تبحث عن وظيفة حكومية تقوم بنشر إعلان بالجرائد كل عام؛ فلا تنتظر أن تقوم بالتقدم للوظيفة عن طريق موقعها الإلكتروني! وهكذا لكل وظيفة ولكل شركة طريقة للإعلان وأخرى للتقدم للوظيفة ويجب أن تكون على دراية جيدًا بالفرق بينهما.
لا تستمع للمحبطين ولكن تعلم منهم!
بعد التخرج يحاول الكثير من الناس إخبارك بصعوبة الحياة العملية وكيف أنها تختلف عن الحياة السابقة. لنكن صرحاء قد يكون أمرًا مخيفًا محاولة القفز إلى حياة مهنية جديدة! لكن يجب ألا تدع هذه الشكوك تثير قلقك. لا تخف أبدًا من تحقيق أهدافك حتى وإن عجز آخرون على تحقيقها، لذلك كن حذرًا من هذه الفئة لأنهم يمتلكون القدرة الكاملة على جعلك تفشل قبل أن تبدأ فقط بمجرد وصول الأوهام والشكوك إلى عقلك الباطن.
ركز على نقاط قوتك! ولا تهمل نقاط ضعفك!
الجميع يمتلك نقاط قوة إلى جانب نقاط الضعف، ولكن لا يحسن الجميع إظهار وإبراز نقاط القوة بالشكل الصحيح حتى يستطيع أن يتفوق على كل من هو في سنه!
على سبيل المثال، إذا كنت تمتلك شخصية قوية ولكنك تملّ بسرعة من الأجهزة، لا تقدم على وظيفة تتطلب العمل لساعات طويلة على الأجهزة، في نفس الوقت لا تهمل هذا الجانب الضعيف وقم بالتغلب عليه مع مرور الوقت لأنه ليس بالضرورة أن هناك وظيفة تشبه ما في مخيلتك من أحلام.
تعلم كيف تحتفظ بطاقتك الذهنية والجسدية حتى تخرجها في الوقت المناسب، لأنك لن تحصل على ما تريد من أول مرة! فهذا مهم جدًا! حتى وإن قام أحد من قبل بذلك عن طريق الصدفة أو عن طريق أحد الوسطاء، لذلك كن على أتم الاستعداد لهذا الأمر حتى لا تقع أيضًا في مشكلة أنت في غنى عنها في بداية حياتك العملية.
قم بالتجهيز والتحضير لمقابلات العمل بالشكل المناسب
قم بالتجهيز لمقابلات العمل جيدًا وتعلم كيف تجتاز مقابلات العمل وتحضر لها قبل الذهاب، لأنه بكل تأكيد مهما كنت تمتلك من مؤهلات علمية أو شخصية فأنت لم تمر بهذه النقطة من قبل، وتذكر كما قلنا سابقًا كن قويًا؛ فرفضك مرة أو أكثر ليس بالشرط أنه ليس هناك فرص أخرى لبداية حياتك العملية.
بناء العلامة التجارية الخاصة بك
لن تجد وقتًا أنسب من هذا الوقت للتفكير في إنشاء علامتك التجارية، لأن هذا سيجعلك تستفيد من المهارات الموجودة لديك ولكنك لا تستطيع توظيفها لأنك لا تمتلك شهادة بذلك! هذا لا يعني أنك لست بحاجة للوظيفة نهائيًا، ولكن الشركات الناشئة والشركات الكبرى بدأت بأفكار صغيرة. لذلك حتى إذا كنت تعمل في وظيفة من 9 صباحًا إلى 5 مساءً، فستساعدك العلامة التجارية الخاصة بك على التميز.
وفي النهاية
يجب أن تعلم أن كل شيء في الحياة العملية والعادية مقدر لك ولغيرك حتى لا تحقد على أحدهم لمجرد تحقيق جزء من أحلامه، من الجانب الآخر يجب عليك أن تكون منفتح الذهن لأن الصدفة ما هي إلا التقاء العمل الجاد والوقت المناسب، لذلك كن دائمًا مستعدًا، صبورًا، وقويًا بما فيه الكفاية للوصول لأحلامك وأهدافك في الوقت المناسب.